Sunday, April 13, 2014

سقوط خطّ تماس "اللبوة –عرسال" رهن المصالحة الصعبة

(الصورة عن الانترنت)
(الصورة عن الانترنت)
 
سقطت خطوط التماس التي كُرست في الحرب الاهلية اللبنانية، من عين الرمانة الى المتحف، الى كل مكان. بعد نحو 25  سنة على نهاية الحرب التي أُريد لـ 13 نيسان 1975 ان يؤرخ لبدايتها، فرضت الضرورات الحياتية والتغييرات السياسية اسقاط خطوط الموت تلك، لتولد خطوط اخرى، او مشاريع خطوط بفعل تبدل طبيعة الصراع وامتدادته. بين البلدتين البقاعيتين اللبوة وعرسال، نشأ على امتداد الاشهر الماضية خط تماس عنيداً. ورغم رفض المعنيين هذه التسمية، الا انهم يتحدثون عن سوء تفاهم له اسبابه، "لكن ليس هناك خط تماس"، وفي الوقت عينه يقّرون بأن عودة المياه الى مجاريها في البلدتين اللبنانيتين رهن المصالحة التي لم تنضج ظروفها بعد، وفق مصادر محلية في المنطقة التي شهدت زخما  في تواجد الجيش والقوى الامنية فيها في الايام الماضية.
 
الصواريخ شهد العام الماضي ارتفاعا في وتيرة اطلاق الصواريخ على مدينة الهرمل والقرى المؤيدة لـ"حزب الله" في البقاع الشمالي. وقد تلازم هذا الارتفاع مع دخول "حزب الله" علانية في المعركة العسكرية بمواجهة المعارضة السورية.
كانت الصواريخ تتساقط آنذاك من بلدة القصير الى ان سيطر مقاتلو الحزب على تلك المنطقة، فانتقل اطلاق الصواريخ من القصير الى بعض بلدات القلمون القريبة جغرافياً من بلدة عرسال. وهنا اشتد التوتر بين عرسال واللبوة.
واخذ اهالي المناطق القريبة من عرسال والتي تتساقط الصواريخ عليها يتهمون بعض اهالي عرسال بالتورط او عدم بذل جهد كاف لنبذ مطلقي الصواريخ.
والى إطلاق الصواريخ، ساهمت حادثة "وادي رافق" التي ادت الى مقتل شابين من آل أمهز وجعفر في جرود عرسال بتغذية التوتر بين البلدتين. وزاد الامر سوءًا بعد تعرض موكب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لاطلاق نار في اللبوة مما ادى الى اصابته. وكذلك ادت حواجز "حزب الله" على مداخل عرسال الى ازدياد الاحتقان. ومع موجة التفجيرات الانتحارية التي وجهت اتهامات الى منفذيها بانهم عبروا من عرسال في اكثر من مرة، كان اهالي اللبوة يهبّون الى قطع الطريق على البلدة الجارة التي يقطنها قرابة 140 الف شخص، منهم نحو مئة الف لاجىء سوري. ما سلف يُعدّ من العوامل البارزة التي أنشأت خط تماس معنوياً ومادياً بين اللبوة وعرسال، اما اليوم وبعد تعزيز الجيش انتشاره في عرسال وبدء تنفيذ الخطة الامنية في المنطقة، وما يحكى عن تسوية امنية سياسية ستنعكس تهدئة في كل المناطق، يطرح السؤال حول الجهود المطلوبة لالتئام الجرح بين اللبوة وعرسال.
ويرى نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي ان "لا خط تماس بين اللبوة وعرسال، لكن التوتر بدأ عندما تخلّت الدولة عن سلطتها في المنطقة، وتركت مهام الامن للاحزاب، مما ادى الى خلق نقمة عند بعض الناس".
الا ان فليطي يؤكد لـ"النهار" ان "غالبية سكان اللبوة وعرسال يريدون العيش سوياً، لكن المشكلة عندما يقرر حزب الذهاب للقتال في سوريا بكل قوته، ويمنع الآخرين من اعلان تضامنهم المعنوي مع الثورة السورية او ايواء النازحين السوريين".
ويشير فليطي الى ان "الدولة تستطيع ازالة الحاجز المعنوي بين اهالي البلدتين من خلال المعاملة بالمثل، فاقفال الحدود مطلوب في جرود عرسال، لكنه مطلوب ايضاً في حوش السيد علي مثلاً، حيث تدخل الراجمات والسلاح الثقيل الى سوريا".
ويلتقي رئيس بلدية اللبوة رامز امهز مع ما قاله فليطي في مسألة خطوط التماس، اذ يرى ان "لا خطوط تماس بين البلدتين، كل ما في الامر ازمة مرّت على الوطن ككل بسبب الحرب في سوريا، حتى ان اقفال الطريق بين اللبوة وعرسال كان لعدم تعرض اهالي عرسال المارّين الى اي ضرر بسبب ردات الفعل في اللبوة".
ويعتبر امهز ان "الشرفاء في عرسال كثر، ومعهم نعمل من اجل اصلاح ما خرّب في الفترة الماضية، اذ نعمل على اتمام مصالحة باقرب وقت ممكن".
وعلمت "النهار" ان لقاءات تجري بين وجهاء من البلدتين لاتمام مصالحة لم يُحدد لها موعدٌ بعد، ولا يُعرف ان كانت ستتمتع باسس صلبة، ام ان الغموض سيطبعها في زمن "سحر" التسويات المستجدة التي لم تُفهم ابعادها وحدودها بشكل تام.


المصدر : النهار

No comments:

Post a Comment